فارسي
english
النصر للإسلام

النصر للإسلام

 

بعث الله تعالى جميع رسله ليبثوا الخير في الناس وينشروا التوحيد ولأجل أن يحاربوا الشرك والوثنية ولقد جعل الله تعالى جميع هؤلاء الرسل على دينٍ واحد (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [الأنبياء/ ٢٥ ]، فجعل جميع الرسل يدعون أقوامهم إلى التوحيد وإلى نبذ الشرك وبين الله تعالى في كتابه أن الغلبة دائما تكون لهؤلاء المرسلين كما قال الله جل في علاه: [وكان حقا علينا نصر المؤمنين] [الروم]، وقال الله جل وعلى: [حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ]
[يوسف]، وقال الله جل في علاه وهو يتكلم عن نصرته للمؤمنين ومدافعته عنهم قال سبحانه وتعالى: [ِإن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ] [الحج/ ٣٨ ]، فجعل الله تعالى هذا المبدأ سائرا في الحياة كلها عند جميع الرسل سواء ممن كانوا من الرسل الذين بعثوا إلى بني إسرائيل أو من محمدا -صلى الله عليه وآله وسلم- ولقد كان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه يطعم أصحابه دائما هذا المبدأ حتى وهم في أحلك المواقف وفي أشد الظروف كان -عليه الصلاة والسلام- يعلمهم دائما ويذكرهم أن النصر للإسلام ألم ترى إليه
-صلى الله عليه وسلم- وقد جلس يوما واتكأ على بردة له في ظل الكعبة والصحابة يعذبون في ذلك الحين بلالٌ يعذب وخبابيعذب وغيرهم كان يعذب فينطلق خباب يوماً متفلتاً من العذاب ثم يأتي إلى -النبي عليه الصلاة والسلام- وهم قلة ربما لم يتجاوزوا عشرة أشخاصٍ أو خمسة عشر شخصاً من المسلمين فيجيء خباب
 إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيقول:{ يا رسول الله ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا؟ } فيقوم النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم من اتكاءه ثم يقول له:{ يا خباب لقد كان من كان قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحمٍ أو عصبٍ ما
يصده ذلك عن دينه يا خباب والله َليتمن
 الله هذا الأمر...} يتم هذا الأمر وإن عذبت يتم هذا الأمر وإن قيل علي مجنون وساحر وكاهن وكذاب، يتم هذا الأمر وإن أذوني الكفار في كل موطن، يتم هذا الأمر وإن سجدت عند الكعبة وألقوا على رأسي سنى الجزور ولم يبعده عني إلا ابنتي فاطمة الصغيرة، يتم هذا الأمر وبلالٌ يعذب وسمية تعذب وعمار.. يعذب كلهم يعذبون فكان -عليه الصلاة والسلام- جازماً أن الله تعالى سيتم الأمر قال: {والله َليتمن الله هذا الأمر} يعني ينشر الإسلام {حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله
والذئب على غنمه} ثم قال: {ولكنكم تستعجلون ولكنكم تستعجلون}، وكان -صلى الله عليه وسلم- في أحلك المواقف يبين لأصحابه أن الإسلام هو قدر الله تعالى في العالم في الكرة الأرضية كلها وأنه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار. 
ولنكن على يقين بنصر الله تعالى لعباده المخلصين..