فارسي
english
صنائع المعروف

صنائع المعروف

 

أيها الإخوة الكرام..

من أعظم ما وصُف به الأنبياء أنهم كانوا صناعين للمعروف باذلين له للناس حتى كان ذلك ظاهرا في حياتهم -عليهم صلوات الله وسلامه- ألم ترى إلى ما ذكر الله -تعالى- عن عيسى -عليه السلام- لما وصفه الله -تعالى- فقال ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) قال السيوطــي:( يعني اجعلني نفاعاً للناس أينما اتجهت، أينما كنت أنفع الناس وأُحسن إليهم بأنواع الإحسان) ولما ذكر الله تعالى قصة موسى -عليه السلام- قال الله -جل وعلا-(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) لم يطلبا منه إحسانا، ولم يعرضا له بذلك، وإنما بينتا له حاجتهما دون أن تطلبا منه مساعدة ولا إحسانا ومع ذلك لأنه صانع للمعروف باذل له كما وصفه الله في كتابه قال الله -جل وعلا-(فَسَقَى لَهُمَا ) ثم لم ينتظر منهما أي مكافأة على فعله وإنما كما قال الله ( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ أيها المسلمــون ...لقد أمر الله تعالى بالإحسان في كتابه فقال الله -جل وعلا( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وقال -سبحانه وتعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وافعلوا الخير

ولقد كان النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- فعالا للخير أينما توجه ..حتى قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- :(كان أكثر صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما كبر جالسا .. قيل لها لما، لما كان يصلي جالسا ؟.. قالت : بعدما حَطَمه الناس).. حطمه الناس بقضائه لحاجاتهم وخدمته لهم، أينما اتجه -عليه الصلاة والسلام- يجد امرأة مسكينة ضعيفة جارية مملوكة تشتكي إليه - عليه الصلاة والسلام- من ظلم أهلها فيقول:  ( هذه يدي في يدك اذهبي بي إلى أي طرق المدينة شئتِ...) حتى يقضي لها ما تريد ثم يمسك العبد الضعيف أو المرأة الخرقاء أو غير ذلك... قالت:[ حتى حطمه الناس

إن صنائع المعروف أيها المسلمون لا تكون فقط إلى البشر من بني آدم وإنما حتى صنائع المعروف تكون إلى المخلوقات من الحيوانات بل ومن النباتات أيضا. ألم ترى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نبه إلى ذلك فقال -عليه الصلاة والسلام- :  ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )

أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن يحرصون على صنائع المعروف ومن ييسر الله -تعالى- لهم ذلك