فارسي
english
مناقب علماء مصر

إذا تكلمنا عن مصر فإننا نتكلم عن بلاد العلماء الذين وصل أثرهم إلى كل الدنيا، منهم صحابة كرام وتابعون أعلام، فقد دخلها أكثر من مائة وأربعين صحابيا ذكرهم السيوطي في كتاب حسن المحاضرة ، ومن هؤلاء الصحابة الكرام عمرو بن العاص رضي الله عنه، ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الفسطاط وأسفل الأرض، وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح على الصعيد إلى الفيوم.

و من مشاهير الصحابة الذين دخلوا مصر تميم بن أوس بن الداري، ، وجابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، وحاطب بن أبي بلتعة  وهو ممن شهد بدرا، ودخل مصر رسولا من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المقوقس، والزبير بن العوام، و سعد بن أبي وقاص وعبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري  وقد شهدوا فتح مصر ، وغيرهم كثير.   

ومن الأئمة الأعلام سليم بن عتر التجيبي المصري. قاضي مصر وناسكها. من الطبقة الأولى من التابعين. شهد خطبة عمر بالجابية، وكان يُسمى الناسك لكثرة فضله وشدة عبادته، وكان يختم في كل ليلة ثلاثة ختمات ، وولاه معاوية القضاء بها سنة أربعين، فأقام قاضيًا عشرين سنة. وهو أول من أسجل بمصر سجلًا في المواريث.

ومنهم عبد الرحمن بن حجيرة  الخولاني قاضي مصر، فقد سأل رجل ابن عباس عن مسألة، فقال: تسألني وفيكم ابن حُجيرة.

ومن الأئمة الأعلام الليث بن سعد وهو إمام المصريين ،الذي قال فيه الشافعي : الليث ابن سعد أعلم من مالك.

ومنهم يزيد بن أبي حبيب، أبو رجاء المصري. فقيه مصر وشيخها ومفتيها وهو أحد ثلاثة جعل إليهم عمر بن عبد العزيز الفتيا بمصر. وقال الليث عنه: هو سيدنا وعالمنا

ومنهم المقرئ المشهور ورش عثمان وأصله قبطي ، وأخذ القراءة عن نافع، وهو الذي لقبه بورش لشدة بياضه، انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، وكان ماهرًا في العربية

 ومنهم الإمام الشافعي وله أتباع أئمة كثر كلهم من طلابه، وكلهم من المصريين , ومنهم عبد الله بن وهب بن مسلمة المصري الفهري، وقال ابن يونس عنه: جمع بين الفقيه والرواية والعبادة، وله تصانيف كثيرة.

 ومنهم سعيد بن كثير بن عفير، وكان إماما عالما , قال عنه يحيى ابن معين إمام الجرح والتعديل لما سئل عن مصر قال : ( رأيت في مصر ثلاث عجائب النيل , والأهرام , وسعيد ابن كثير ابن عفير) وكان عالما إماما .

و منهم عبد الملك ابن هشام صاحب السيرة النبوية المشهورة ، هذب سيرة ابن إسحاق فصارت تُنسب إليه. وكان إمامًا في اللغة والنحو والعربية، أديبًا أخباريًّا نسابة ، ومنهم الإمام الطحاوي صاحب التصانيف النافعة منها معاني الأثار وأحكام القران وهو الذي ألّف في العقيدة وتنسب إليه بالعقيدة الطحاوية، وهي تدرس اليوم في الجامعات وفي المساجد، ومنهم شيخ الحنابلة الحافظ عبد الغني المقدسي، فإذا ذكرت الحنابلة وذكرت الفقه الحنبلي رجعت لزاما إلى  عبد الغني المقدسي وكان قد خرج من الشام وسكن في مصر.

ومنهم الإمام البطل العز بن عبد السلام شيخ الإسلام، سلطان العلماء ، ومنهم ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان , ومنهم القارئ العظيم الذي تحفظ منظومته طلاب وطالبات كثر في أنحاء الدنيا الإمام الشاطبي، وهو الذي ألّف منظومة في ألف بيت في القراءات، ثم اخذ المنظومة وألفها وطاف ألف أسبوع حول الكعبة ..والأسبوع هو سبعة أشواط طافها ثم جعل يدعوا الله تعالى وهو يطوف أن يبارك في هذه المنظومة , وقد انتشرت انتشارا عظيما.

ومنهم البلقيني شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان ، مجتهد عصره وانتهت إليه رياسة المذاهب والإفتاء، وبلغ رتبة الاجتهاد وله تصانيف في الفقه والحديث والتفسير.

ومنهم الإمام القرافي، وهو من أذكياء العالم ,ومن أئمة الدنيا ومن أعيان المذهب المالكي، ومنهم ابن دقيق العيد الذي لم ترى الدنيا مثله أبدا، قال الشيخ تاج الدين السبكي عنه: ولم أر أحدا من أشياخنا يختلف في أن ابن دقيق العيد هو العالم المبعوث على رأس المائة السابعة، المشار إليه في الحديث؛ فإنه أستاذ زمانه علما ودينا، وله مصنفات، منها الإلمام في الحديث وشرحه الذي لم يؤلف أعظم منه لما فيه من الاستنباطات العظيمة، وشرح العمدة, ومنهم خليل المالكي، وله المختصر المشهور في الفقه الذي يعول عليه المالكية اليوم في دروسهم وجامعاتهم, ومنهم ابن هشام النحوي، صاحب التصانيف العجيبة في علوم العربية ومن أشهرها وأتقنها كتاب ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)، ومنهم الإمام الهيثمي صاحب كتاب [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد]، ومنهم الحافظ المشهور ابن حجر العسقلاني الذي ألف [فتح الباري في شرح صحيح البخاري] , فصار علمه وكتبه مرجع لكثير من الباحثين والمستفيدين، ومنهم محمود العيني الذي ألف[ عمدة القاري في شرح صحيح البخاري] واليه ينسب اليوم قصر العدل.

ومنهم شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عمدة الشافعية الذي وصل عمره مائة سنة الذي لم يترك صلاة الليل إلى أن مات .

ومنهم المقريزي، صاحب كتاب (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) ، ومنهم صاحب كتاب [ تفسير الجلالين] الإمام جلال الدين المحلي، ومنهم الحافظ السيوطي، صاحب التصانيف الكثيرة والكتب النافعة الماتعة.