فارسي
english
بين مصر ومكة

قال الله تعالى ( إن أول بيت وُضع للناس للذي ببكة ) ، صدق ربنا جل وعلا ، وقال التاريخ : إن أول دولة تكفًلت بكسوة الكعبة هي مصر ، حيث أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أمير مصر عمرو بن العاص يأمره أن يصنع المصريون كسوة للكعبة ، فاحتفى المصريون بذلك ، فصنعوها ، وأتقنوها ، واستمرت الكسوة تُصنع في القاهرة أكثر من ألف سنة ، حتى أنشئت في القاهرة "دار كسوة الكعبة " .

تعلق قلوب المصريين بالبيت الحرام ، ليس شعوراً حادثاً ، بل يضرب في عمق التاريخ ، ولا أزال إلى اليوم إذا صلينا في الحرم ، ورتل الإمام القرآن ، وسمعتُ مأموماً باكياً ، وقع في قلبي فوراً أنه مصريّ ، اللهم زد قلوباً رقة وحباً ..

ولا ننسى مشاركة العلماء المصريين بالإمامة في الحرمين الشريفين ..

فالشيخ عبد الظاهر أبو السمح، أول إمام من خارج السعودية ، جاء من الإسكندرية وتولي إمامة وخطابة المسجد الحرام عام 1345ه ، وهو أول من خطب بالميكرفون في المسجد الحرام . وتوفي في مستشفى الجيزة في مصر ..
والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة المصري .. وقد أمّ المصلين في الحرم النبوي ثم صار إماماً وخطيباً في المسجد الحرام ، وشارك في تأسيس دار الحديث المكية ..

والشيخ عبد المهيمن أبو السمح، مصري الجنسية ، تولى إمامة وخطابة المسجد الحرام عام 1369ه وكان له أثر في إنشاء رابطة العالم الإسلامي .. وهو صاحب أقدم تسجيل تليفزيوني بين أئمة الحرم ..

وهذه العلاقة بين المملكة بلاد الحرمين وبين مصر .. علاقة وطيدة .. لا تغيرها أحداث الزمان .. نعم علاقة روح وجسد وتاريخ ومصالح ومناصرة وتطوير ..

أسأل الله تعالى أن يحفظ جميع بلداننا من كل سوء .. آمين